تعدّ مرحلة الثانوية العامة من المراحل الصعبة وذات
التأثيرات المتنوعة على شخصية الطالب وطرق تفكيره، ويتعامل معها أفراد المجتمع على
أنّها مرحلة من أصعب المراحل وأكثرها تأثيراً على شخصية الطالب.
الصحة النفسية لطلاب الثانوية العامة ، وأساليب التغلب على الضغوط النفسية الدراسية |
وتتضمن هذه
المرحلة مبالغات اجتماعية تتمثل في الحرص الشديد على تلبية احتياجات الابن أو
البنت ، وإضفاء أجواء من الحساسية الشديدة تجاه أي موقف قد يتعرض له الابن، وحرص
زائد وضغط أسري لزيادة انتباه الطالب وتركيزه وزيادة عدد ساعات دراسته، فينتج عن
هذا الأمر تعرّض طلبة الثانوية العامة لضغوطات اجتماعية وتعليمية ونفسية متنوعة،
وشعورهم بأنهم تحت المراقبة الأسرية والمجتمعية والتعليمية باستمرار، وقد ينتج عن
هذه الضغوطات حالة من القلق والتوتر لدى الطالب ، مما يؤدي إلى الضغوط النفسية المصاحبة
للثانوية العامة .
سنتحدث في هذا المقال عن العلاقة بين الضغوط النفسية
لدى طلبة الثانوية العامة والتحصيل الدراسي لديهم، وكذلك أساليب التغلب على هذه الضغوط النفسية. وسيتم الاستعانة بدراسة من مجلة
العلوم البيئية بمعهد الدراسات والبحوث البيئية بجامعة عين شمس بعنوان " الضغوط
النفسية لدى طالبات المرحلة الثانوية وعلاقتها ببعض المتغيرات البيئية والاجتماعية
".
فنظرا لما يتعرض له الطلاب اليوم من ضغوط ومشكلات
لمواجهة متطلبات العصر، مما يتطلب طرق تفكير وأساليب تعامل تختلف عما تعود عليه
الفرد، فكان يجب علينا أن نلقي الضوء على المرحلة الثانوية كأحد المحطات الهامة في
حياة الطلاب، والتي لا تخلو من تلك الضغوط والأزمات اليومية.
فهذه المرحلة هي مرحلة تحديد مصير للطلاب بالإضافة إلى
ما يحدث في هذه المرحلة من تغيرات جسمية وهرمونية تؤدي إلى حدوث العديد من مشاكل
النمو، وإذا لم يعالج الضغط الذي يتعرض له الطلاب بشكل ناجح فقد تطفو على السطح
مشاعر الوحدة والعصبية وقلة النوم والقلق المفرط، كما أن لها أثر كبير على التحصيل
الدراسي للطلاب.
وطبقا لما خلصت إليه الكثير من الدراسات النفسية، فإن
بعض الأفراد أكثر عرضة للضغوط النفسية بصفة عامة، بينما الآخرون أقل عرضة للضغوط
اعتمادا على سماتهم الشخصية.
وإن وجود الكثير من الضغوطات النفسية لدى طلاب الثانوية
العامة، يتسبب في عدم استفادة الطلاب من نظام التعليم وأحيانا الرسوب، فيجب علينا
التعرف جيدا على مفهوم الضغوط النفسية.
مفهوم الضغوط النفسية لدى طلاب الثانوية العامة
تتمثل في شعور الطالب بالفشل وقصور قدراته وإمكانياته
في استيعاب مناهجه الدراسية واستذكارها، وشعوره بالنقص أمام التوقعات الوالدية.
فالضغط النفسي يؤدي إلى عدم القدرة على تخزين المعلومات
واسترجاعها، وتدهور قوة التنظيم والتخطيط ويصبح العقل غير قادر على التقييم بدقة،
واضطراب أنماط التفكير، كما يؤثر الضغط النفسي على أداء الطلاب في الامتحانات.
أكثر المشكلات تأثيرا على طلاب الثانوية العامة
· الاكتئاب
فالاكتئاب يصيب بعض الطلاب بسبب الخوف من المجهول، فتراود الطلاب في هذه الحالة خواطر كثيرة وخوف وشك وقلة الثقة بالنفس.
· القيود التي تفرضها الأسرة على الطلاب
فتعرض الطلاب للنقد
والحث الشديد، فهم يضغطون عليهم بالمذاكرة المستمرة، فمتابعة الأسرة للطلاب بطريقة
غير تربوية والتدخل في شئونهم الخاصة خوفا عليهم من عدم الحصول على المجموع ، كل
ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي لعدم قدرة الطلاب على تنفيذ الرغبات الملحة التي
تقع عليهم من قبل الأسرة.
· علاقة الطلاب بزملائهم
وخاصة السلبية منها ، تؤثر بشكل
كبير في إهدار الكثير من الوقت خارج المنزل ، أو غير ذلك من المؤثرات السلبية مما
يسبب ضغطا نفسيا على طالب الثانوية العامة.
· الضغوط الاقتصادية
يمثل العامل الاقتصادي ضغطا على الطلاب في حال عدم
تلبية احتياجاتهم من قبل الاسرة، وذلك بسبب زيادة عبء الدروس الخصوصية على الأسرة.
· المناهج الدراسية
والتي تشمل دروسا كثيرة ومتشعبة، حيث
أن الإطالة وكثرة الموضوعات لها أثر سلبي على الطلاب في المذاكرة، فيزداد عليهم
القلق وضعف التركيز، حيث يشعرون بالعجز في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم الدراسية.
· طول المناهج وامتدادها طوال العام
يتسبب ذلك في حرمات
الطلاب من ممارسة الأنشطة والهوايات، مما يسبب ضغطا نفسيا شديدا في هذه المرحلة.
وقبل التحدث عن أساليب التغلب على الضغوط النفسية الدراسية،
لا بد لنا من التعرف على مفهوم الصحة النفسية أو التوازن النفسي، والذي يجب أن يتوصل
إليه أبناؤنا طلبة الثانوية العامة، للحصول على أعلى معدل من التحصيل الدراسي
وبالتالي تخطي مرحلة الثانوية العامة بأمان.
مفهوم الصحة النفسية
يعرف د/ حامد زهران الصحة النفسية بأنها حالة دائمة نسبيا،
يكون فيها الفرد متوافقا ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين، ويكون قادرا على
استغلال قدراته وإمكانياته إلى أقصى حد ممكن، ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة،
وتكون شخصيته متكاملة وسوية.
أساليب التغلب على الضغوط النفسية الدراسية
1- الاستعانة بالله عز وجل
والتوكل عليه والمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن، والتحصين بالأذكار
كل صباح ومساء.
2- التخطيط والتنظيم
وذلك عن طريق إعداد جدول زمني للدراسة والاستراحة، فالتنظيم يساعد في
تقليل الشعور بالعجز والإرهاق، كما يمكن تقسيم المواد الدراسية إلى أقسام صغيرة
يمكن مراجعتها بانتظام.
3- تقنيات التنفس والاسترخاء
التنفس العميق والتأمل يساعدان على تهدئة الأعصاب وتقليل
التوتر، وقد تساعد ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة على تحسين الحالة المزاجية
وتخفيف التوتر.
4- الغذاء والنوم الصحي
تناول وجبات متوازنة وصحية تحتوي على الفواكه والخضروات والبروتين والألياف،
والحفاظ على نمط نوم منتظم، فالنوم الجيد يؤدي دورا كبيرا في تجنب التوتر والقلق.
5- التواصل الاجتماعي
تحدث الطالب مع الأصدقاء والعائلة عن مشكلاته ومخاوفه، فقد يكون لديهم
نصائح أو دعم لتقديمه، والتفاعل مع الزملاء والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية يمكن
أن يسهم في التخفيف من القلق.
6- التفاؤل والتفكير الإيجابي
التفكير الإيجابي يساعد في تحسين المزاج وتخفيف التوتر، فيمكن
للطالب كتابة قائمة بالأمور التي يشعر بالامتنان تجاهها يوميا، مما يسهم في الشعور
بالتفاؤل.
7- التفاعل مع المشكلات
فيجب أن يعود الطالب نفسه على التعامل مع المشكلات على نحو هادئ وبناء،
مع محاولة البحث عن حلول عملية بدلا من القلق الزائد.
8- الاستراحة والتسلية
يجب أن يمنح الطالب نفسه وقنا للاستراحة والاستمتاع بالأنشطة والهوايات
التي يحبها، فهذا يساعد على تخفيف التوتر.
9- الراحة النفسية
لابد أن يقدم الطالب لنفسه الرعاية والتحفيز الذاتي، ويستمتع بأوقات
هادئة تسمح له بالاسترخاء والتأمل.
10- الاستعانة بالمساعدة المهنية
إذا كان القلق والتوتر يتجاوزان القدرة على التحكم بهما، قد
يكون من الضروري استشارة الطبيب أو المستشار النفسي للمساعدة في تخطي الضغوط
النفسية الناتجة عن ضغوط الثانوية العامة.
باستخدام هذه الاستراتيجيات، يمكن لطلاب الثانوية العامة وعائلاتهم
تخفيف مستويات التوتر والقلق في مرحلة الثانوية العامة، وتخطي هذه المرحلة بأمان
إن شاء الله.