في البداية لا بد لنا كأمهات لأبناء في مرحلة عنق الزجاجة كمرحلة الثانوية العامة ان نحدد اولوياتنا في التعامل مع ابنائنا في هذه المرحلة ، هل أولوياتنا هي أبناءنا انفسهم وسلامتهم النفسية ام درجاتهم والتخصص الذي سيدرسون ومستقبلهم؟
أنا متأكدة أن الأختيار صعب ولكن لدي شئ سيسهل عليكم الأختيار...وهو القدر وأعتقد أن أغلبنا مؤمنون بالقدر خيره وشره فكل شئ بيد الله...
هل تعتقدون أن الله لم يحدد مستقبل كل إنسان ؟ ولكننا أسباب للوصول إلى هذا القدر ، والأمثلة كثيرة على ذلك لا يتسع المجال لذكرها . وبناء على ذلك يكون الاختيارالأصح هو أبناؤنا وراحتهم النفسية .
ومن ضمن الحفاظ على سلامة أبنائنا النفسية ألا يشعر أبناؤنا أنهم قصروا في حق أنفسهم،نعم كل شيء مقدر ومكتوب ولكن شعور الندم الذي ينتاب الانسان بعد أن يقصر في حق نفسه شديد وقاسي، وهذا شعور سينتابهم مدى حياتهم إذا قصروا في حق أنفسهم.
فإذا أدى الانسان ما عليه تجاه نفسه فيكون لديه احساس بالرضا عن نفسه فيما توصل إليه أما إذا لم يصل الإنسان إلى مبتغاه بالرغم من تعبه وجهده فنرجع ذلك إلى إرادة الله فالله لا يعطي الإنسان شيئا سيئا كل عطاياه لسبب وربما لا يعلم الإنسان ذلك إلا بعد حين أو ربما لا يعلمه أبدا.
ومن الأخطاء التي تقع فيها معظم الأمهات أنهن أثناء محاولتهن الحرص على تفوق أبنائهن يعملن وفي نفس الوقت على كره أبنائهم للمذاكرة ليعتبروها أمرا يقومون به من أجل الآخرين وليس من أجل أنفسهم ومستقبلهم مما يجعلهم يتهربون من المذاكرة ويراوغون لعدم الاستمرار بجدية – ففي رأيهم – أن الحلم ليس حلمهم والهدف ليس هدفهم ،وقد يدركون أن حلم آبائهم أكبر من امكانياتهم فيصابون بالاكتئاب وكراهية المذاكرة .
فلا تحملي ابنك ما لا يستطيع ، بل تقربي من ابنك في هذه المرحلة وخففي عنه دون تحميله ما لا يطيق .
في النهاية ، لا بد أن نعلم أن واجبنا الاساسي تجاه ابنائنا هو محاولة المحافظة على نفسيتهم سوية ، وأن نصل بطالب الثانوية العامة إلى أن يقوم بواجبه نحو نفسه في حدود امكانياته ثم يرضى بما قسمه الله له ، وأن نكون سندا وداعما رئيسيا لأبنائنا في هذه المرحلة .